قيد على نسختك - روضة الناظر٣

قيد على نسختك - روضة الناظر٣

access_timeالخميس، 14 يونيو 2018 comment0 remove_red_eye



١- قال في الروضة [١/ ١٢٩، ١٣١]:
«فإن قيل: تحديد النسخ بالرفع لا يصح؛ لخمسة أوجه:
أحدها…
الثاني: أن خطاب الله تعالى قديم؛ فلا يمكن رفعه…
قلنا:
أما الأول… وأما الثاني: فإنه إنما يراد بالنسخ: رفع تعلق الحكم بالمكلف؛ كما يزول تعلقه به لطريان العجز والجنون، ويعود بعود القدرة والعقل، والخطاب في نفسه لا يتغير»

٢- وقال أيضًا [١/ ١٣٨، ١٤٢]:
«فصل: يجوز الأمر قبل التمكن من الامتثال…
وأنكرت المعتزلة ذلك…
لأن الأمر والنهي كلام الله، وهو عندكم قديم، فكيف يأمر بالشيء وينهى عنه في وقت واحد؟!
وقولهم إن الكلام قديم، فيكون أمرًا بالشيء ونهيًا عنه في حال واحد.
قلنا: يُتصور الامتحان به إذا سمعه الملكف في وقتين، ولذلك اشترطنا التراخي في النسخ، ولو سمعهما في وقت واحد لم يجز.
فأما جبريل: فيجوز أن يسمعهما في وقت واحد، ويؤمر بتبليغ الأمة في وقتين؛ فيأمرهم بمسالمة الكفار مطلقا، وباستقبال بيت المقدس، ثم ينهاهم عنه بعد ذلك. والله سبحانه أعلم»

٣- وقال [٢/ ٤١١]:
«فصل: الأمر يتعلق بالمعدوم…
ولنا…
ولأنه قد ثبت أن كلام الله قديم وصفة من صفاته، لم يزل آمرًا ناهيًا»
أ.هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قلت: ينبغي التنبه إلى أن هذه الأجوبة (١، ٢) مبنية على أن «كلام الله قديمٌ وصفة من صفات ذاته»؛ أي أن صفة الكلام صفة ذاتية غير متعلقة بمشيئته وقدرته سبحانه.

▪️وهذا الاطلاق فيه نظر؛ فكلام الله قديمٌ باعتبار النوع، لكن هو حادثٌ [حديث] باعتبار الآحاد، فصفة الكلام صفة ذاتية فعلية، كما بيّن ذلك بجلاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بيانًا لا مزيد عليه [انظر مثلًا: جامع الرسائل ج٢ (رسالة في الصفات الاختيارية)]

📌فإن قال قائل: فما الجواب الصحيح على هذه الاعتراضات إذن؟
فنقول: مثل هذه الاعتراضات هي في الحقيقة غير واردة على أصل القائلين بتجدد الصفات؛ وإنما ترد على القائلين بقدم الكلام [كما هو صريحٌ في كلام المؤلف في (٣)]

والله أعلم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © كناش النفائس